سافرت للخارج للعلاج من السرطان
ولكنها لم تعد...
وآخر ما كتبت هذه الخاطرة قبل رحيلها حيث قالت :
بعيداً عن الشوق للأشخاص اللذين تركتهم في دياري..
اشتقت لشيء أتمنى منكم أن تستشعرون وجوده بين أيديكم..
اشتقت لقطرات ماء تلامس أطرافي تسبقها نية الوضوء..
اشتقت لشعوري بأني أغتسل من خطاياي خمس مرات يومياً..
منذ شهر أو يزيد لم أتمكن من الوضوء..
ومنذ أشهر لم أتمكن من إلصاق جبيني بالأرض ساجدة..
تبكيني آيات السجود تستوقفني كثيراً..
أتمنى لو يعود بي الزمن للوراء لأسجد ولا أرفع جبيني عن سجادتي..
قد تؤلمكم هذه الكلمات.. قد تشفقون علي.. في الحقيقة لست أنا من يستحق الشفقة..
أولئك الأصحاء اللذين يهدرون هذه النعم دون أن يستشعروها ويحمدوا الله عليها هم من يستحقون الشفقة..
أسأل الله أن لا تكونوا منهم.. وإن كنتم كذلك فمازال الوقت أمامكم استشعروها..استمتعوا بها..اشكروا الله عليها كثيراً..اقتلوا شعوركم بالتعود على هذه النعم..
ذات مرة توضأت ولم أعلم بأن ذاك الوضوء سيكون الأخير..
والله لا أريد لكم إلا خيراً..
جربوا استشعاركم لوضوئكم وصلاتكم وسترون فرقاً عظيماً في أنفسكم.