الجنادرية قصة طويلة.. ملخصها أنها ذاكرة شعب وتاريخ أمة وشاهد على حجم الكفاح والبذل وما قدم من غالي ونفيس ليكون الوطن على ما هو عليه الآن من التطور والتقدم والنماء الذي نراه اليوم..
عقود من العطاء تجسدها لوحات الجنادرية المختلفة التي يمتزج فيها ثقافة وحضارة وطن لترفرف راية التوحيد خفاقة على كل شاهد لهذه المسيرة المتميزة لوطننا الغالي, ولقد جاءت الإنطلاقة للمهرجان الوطني الأول للتراث والثقافة في 2 رجب 1405 هـ ليضع لبنة حضارية تعكس اهتمام قيادتنا الرشيدة بتاريخ وتراث وثقافة بلادنا الغالية, مسيرة أكثر من 32 عاماً لهذا الكرنفال والمحفل العالمي تعود لتطل من جديد في نسختها الواحدة والثلاثين.
ولأن الكتابة عن الجنادرية لا تكفيها مجلدات فإن رياضة الهجن التي تحظى برعاية ملكية خاصة هي من أهم مكونات الجنادرية والحدث الذي أرتبط في ذاكرة المجتمع عن المهرجان وبحكم اهتمامنا بهذه الرياضة سيكون الحديث عنها لما لهذه الرياضة العريقة من شعبية وتاريخ يمثلان ثقافة شعب ساهمت الهجن في انطلاقته الأولى.
ومنذ عام تشرفت بتكليفي برئاسة اللجنة السعودية لرياضة سباقات الهجن ونعمل جاهدين لتحقيق تطلعات القيادة في هذا الجانب وقد سجلت الجنادرية حضوراً في ذاكرة هذه الرياضة العريقة حيث كان أول ميدان لرياضة الهجن في المملكة هو ميدان الجنادرية عام 1394 هـ في عهد المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمة الله, لتصل الميادين اليوم إلى 35 ميدانًا في جميع مناطق المملكة لتسهم في مضاعفة اعداد الهجن المشاركة في السباقات والإنتاج والذين يضع ملاكها من جميع مناطق المملكة آمالاً عريضة على اللجنة السعودية لسباقات الهجن والهيئة العامة للرياضة والوزارت المعنية لتطوير الميادين والسباقات ودعم الجوائز وهو الأمر الذي سينعكس إقتصاديا واجتماعيا على هذه الشريحة المهمة من المواطنين .
كما أنه سيوفر فعاليات وجوانب ترفيهية وثقافية للمجتمع منطلقة من تراثه وتاريخه الذي يعشقه ويؤمن بضرورة تواجده لتشاهد الأجيال عصامية أجدادهم وعظمة كفاحهم وماقدموا لخدمة هذه الوطن ولتستمر الجنادرية في أحياء تاريخ أجدادنا العريق .
وإن اللجنة السعودية لسباقات الهجن تضع رؤية محددة لعملها وهي تطوير ورعاية أنشطة رياضة الهجن كما تعمل على تقديم خدماتها لأعضائها بشكل كامل وبجودة عالية بأعلى المعايير الدولية كما تسعى لتقديم باقة متكاملة من الخدمات لكافة ممارسي أنشطة سباقات الهجن والمهتمين بها في المملكة وفق المعايير الفنية المحلية والدولية بما يضمن النهوض بهذه الأنشطة, ولقد أعلنت اللجنة السعودية مؤخراً عن بطولة النخبة لسباقات الهجن والتي ستجمع لأول مرة جميع ميادين المملكة في منافسات متميزة بإذن الله ستأتي محققة لأهداف اللجنة السعودية وأحد أهداف الجنادرية .
ختامًا حفظ الله وطننا وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والاطمئنان في ظل قيادته الحكيمة حفظها الله والتي لا تألوا جهدًا ليعيش المواطن حياته الطبيعة في كل الظروف وسط عالمًا يموج بالأحداث المتسارعة والحروب والكوارث, والشكر لجميع القائمين على المهرجان الوطني للتراث والثقافة في وزارة الحرس الوطني وجميع الجهات المشاركة وكل جنادرية ووطنا في عز وسؤدد ورخاء.
بقلم /
*صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن سعد بن جلوي آل سعود
رئيس اللجنة السعودية لسباقات الهجن – الهيئة العامة للرياضة*
التعليقات 1
1 ping
我的名字是贝尔萨
11/11/2019 في 12:29 ص[3] رابط التعليق
في شتاء ماض ٍ كنا معاً، قبل أن يبتلعنا الزحام، انهمرت قطرات المطر على الطريق الرمادي، كأنّ تلك القطرات دموعي، وذاك الطريق وجهي، شعرت ببرد قارص في تلك الأمسية الشتائية التي ابتلعت ريحها صوتي، لكن ثمّة صوتاً بعث الدفء إلى قلبي إذ احتوى غربتي وضياع خطواتنا بين آلاف الخطوات، كان ذاك صوت فيروز. أجمل شعور في الشتاء هو أن تسمع صوت حبات المطر وهي تتساقط على الألواح، برد، رياح، وشتاء