ما يحصل في حلب الان بشكل خاص وفي سوريا بشكل عام , هو امتداد لما يحدث في العراق ولبنان واليمن والبحرين والخلايا النائمة في الخليج والروهينجا في بورما والتضييق على المسلمين في اوروبا . هي في حقيقة الامر الحرب العالمية على الاسلام , ولقد دشنها الرئيس الامريكي السابق ريتشارد نيكسون في كتابه (انتهزو الفرصة) والذي ألفه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قائلا فيه : هذه فرصتنا للقضاء على الاسلام لأن الصين يمكن ان نتفاهم معها ! وبالفعل تم استبدال اللون الاحمر (الشيوعية) , باللون (الأخضر) الاسلام ! يقول وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كيسنجر موجها كلامه الى مناحيم بيغن رئيس وزراء اسرائيل وبطل مذبحة دير ياسين (اني اسلمك أمانة أمة لا تموت , استثمر ما استطعت من نومها , فإن استيقظت اعادت ما اخذ منها في قرون ) , والغريب ان هذا السفاح حاصل على جائزة نوبل للسلام حقا جوائز آخر زمان ! شراسة الهجمة وتعدد صورها من افتعال الحروب والازمات وتفجير صراع الهويات والقوميات والابادة والتهجير والتغيير في التركيبة السكانية , بل والحروب الاقتصادية (النفط) , وحرب العملات (تركيا) .. الخ , من الحروب المستعرة التي يتعرض لها الاسلام . تدل على أن القوم في عجلة من أمرهم وفي سباق مع الزمن . ولكن من يزرع الشوك سوف يجني الجراح . انظر الان الى التطرف الذي يغزو العالم الغربي الان من بوابة (الديموقراطية) , حيث ان الاحزاب اليمينية المتطرفة (لاحظ لا يقولون عنها الاحزاب الارهابية مثل حماس والاخوان) , بل ويطلقون على المتطرفين هناك لقب (محافظ , متدين) ! انها حرب (الكلمات والمصطلحات) والتي هي من ضمن سلسلة الحروب المتعددة التي يشنها الغرب (المعتدل) على العالم الاسلامي ! الان النزعات الانفصالية تتمدد في اوروبا بل في امريكا وكندا , وصراع السود والبيض يتصاعد في امريكا , والاتحاد الاوروبي يتفكك الان ! ولكن ماذا عن حلب ؟! اذا سقطت سوف تتهاوى بقية المناطق التي يسيطر عليها المجاهدين , وادلب حيث يتم تجميعهم فيها فليس لهم الا خيار الاستسلام (معسكرات الاعتقال) الموت البطيء . أو ابادتهم وحرقهم من الجو سريعا ! وبالتالي سوف يتم اغلاق البوابة العربية في وجه تركيا , ليتم اشغالها في في صراع مستديم مع (غلاة الأكراد) , لاجهاض النهضة والديموقراطية واعادتها الى حظيرة العسكر مرة ثانية . والاهم من ذلك كله وهو الأخطر هو اكتمال (الهلال الشيعي) والذي تحدث عنه الملك عبدالله الثاني ملك الاردن , والذي يشمل (سوريا , لبنان , العراق ) وبالتالي تبدأ المرحلة الثانية من التمدد الصفوي الرافضي بالتعاون مع الغرب واسرائيل الى الاردن ودول الخليج , وبالتالي اعادة احياء الامبراطورية الساسانية الفارسية الصفوية , بحيث تكون عاصمتها قم ويحكمها الولي السفيه من هناك ؟! ولكن على ارض الواقع الوضع مختلف فـ (حساب الحقل لاينطبق على حساب البيدر) , وايران والله من الداخل أوهن من بيت العنكبوت . يقول المرجع الشيعي العربي العراقي آية الله الصرخي وهو الان رهن الاقامة الجبرية : ان انهيار ايران من الداخل سوف يكون أسرع من انهيار الجيش العراقي أمام داعش في الموصل ؟! هذا يختصر الوضع في ايران من الداخل ( انهيار اقتصادي , اخلاقي “250 ألف لقيط في مدينة طهران فقط ثمرة (زواج المتعة) , كما صرح بذلك رفسنجاني , والمخدرات تنهش في الشعب (ارقام فلكية) ؟! نعم الوضع صعب جدا ولكن { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ} شتان بين من يقاتل دفاعا عن الارض والعرض وفي سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا , ومن يقاتل من أجل عرض دنيوي زائل وعن العظام وهي رميم (المراقد) . الامة قد تمرض ولكن لن تموت ومن رحم اليأس سوف يأتي الأمل , ومن وسط الدمار يأتي العمار , ومن مرارة الهزيمة تأتي حلاوة النصر قال تعالى : {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}, {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } .
التعليقات 1
1 ping
我的名字是贝尔萨
11/11/2019 في 12:27 ص[3] رابط التعليق
في شتاء ماض ٍ كنا معاً، قبل أن يبتلعنا الزحام، انهمرت قطرات المطر على الطريق الرمادي، كأنّ تلك القطرات دموعي، وذاك الطريق وجهي، شعرت ببرد قارص في تلك الأمسية الشتائية التي ابتلعت ريحها صوتي، لكن ثمّة صوتاً بعث الدفء إلى قلبي إذ احتوى غربتي وضياع خطواتنا بين آلاف الخطوات، كان ذاك صوت فيروز. أجمل شعور في الشتاء هو أن تسمع صوت حبات المطر وهي تتساقط على الألواح، برد، رياح، وشتاء