لا أعرف لو طلبت من أي سائق أجرة في أي مدينة في المملكة أن يقوم بايصالك الى مقر النادي الأدبي هناك هل سيعرف المكان أم أنه سوف يستعين ببرنامج تحديد المواقع كي يصل بك الى المقر بسلام وفي الوقت المناسب ؟! للأسف لقد تحولت الأندية الأدبية الى قصور تسكنها الأشباح ! لا احد يلتفت اليها أو يتردد عليها الا أصحاب الشأن من العاملين في تلك الأندية . تجد كل الأندية تتبارى في اظهار الاحصائيات التي تتحدث عن الانجازات التي حققتها , وعدد الامسيات والندوات والمحاضرات التي أقامتها , والنشرات والكتب التي قامت باصدارها ! وفي المقابل لو قمت باحتساب عدد الحضور الذين يترددون على هذه الاندية طوال العام أكاد أجزم بانها لا تتجاوز عدد من يحضر لمشاهدة مبارة واحدة في كرة اليد أو السلة ! أما الاصدارات الأدبية والكتب الثقافية فلا أحد يلتفت اليها لأنها ذات لون واحد وتخاطب القاريء بعقلية الماضي البعيد (لا جديد تحت الشمس) . الأندية الأدبية بحاجة الى ثورة وتغيير شامل بدءا من المسمى , الى الطريقة التي يتم من خلالها العمل في الأندية , والوظائف التي تقوم بها وطريقة تعاملها مع الجمهور , وكل بحاجة الى وقفة وتفصيل ! في البداية لا أعرف كم هي المخصصات المالية التي يتم رصدها للأندية الأدبية وما هو نصيب الفرد في المجتمع من ذلك ؟! اعتقد بأن مسمى (النادي الأدبي) قد تجاوزه الزمن ولم يعد يفي بالغرض والذي تحول حصرا على فئة من المجتمع (النخب) . أن تحويل المسمى الى القصور الثقافية أو الاندية الثقافية أعم وأشمل وتمتد كي تلامس جميع مناحي الحياة في المجتمع . الأدب لم يعد في الوقت الحاضر عنصر جذاب وفاعل كما كان الحال في الماضي . في ثورة المعلومات والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي أضحت هناك عناصر جذب أخرى قامت بسحب البساط منها . الأندية الأدبية لا يمكن اختزالها في الشعر والقصة والرواية والحكاية وان كانت الأندية تحاول التغيير واضافة ألوان ثقافية أخرى ولكنها تبقى محاولات متواضعة جدا . حتى في الجانب الأدبي الذي برعت فيه الأندية تجدها ما زالت تعمل بسرعة السلحفاة ! الأندية تشكو من العزوف الجماهيري ولكن في المقابل ماذا فعلتم حيال ذلك ؟! هل نزلتم الى الميدان وتجاوزتم أسوار الأندية ؟ وقمتم باحياء الامسيات والفعاليات في الجامعات والاندية الثقافية والمهرجانات والمعارض ؟! أين الجهود التي تبذلونها في سبيل تنمية الذائقة الأدبية لدى الجمهور , أو في اكتشاف المواهب والمبدعين ؟ اين المسابقات التي تقيمها الأندية في مجال القصة والشعر والالقاء والكتابة الأدبية وورش الرسم ونشر الوعي الثقافي والمواطنة ؟ هل نجحت الأندية في تحويل الأدب والثقافة من كونها نوع من الترف وحصرا على النخب الى ثقافة جماهيرية كما هو الحال مع الاندية الرياضية ؟! ما تقوم به الأندية الآن مجرد انشطة محدودة لا تكاد تحظى بأي تغطية اعلامية . ليس كل من لديهم ميول أدبية أو ثقافية لديهم استعداد للذهاب الى الاندية لحضور أي مناسبة أو فعالية قد تأخذ الساعات من وقته , وما يتطلبه ذلك من حسن الاستماع والتركيز والوقت المستقطع وما يشكله ذلك من ملل واجهاد كبير على الحضور , لماذا لا تسجل الفعاليات التي تقام في الأندية دون مقدمة أو خاتمة , ودون تبجيل أو تعظيم سلام في هذا أو ذاك (المختصر المفيد) , ثم ترسل الى كل من له علاقة بالشأن الأدبي أو الثقافي على البريد الالكتروني أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى . حيث تتاح له الفرصة للمشاهدة والاستماع والتركيز دون ازعاج وفي أي وقت يرغب به سواء كان ذلك على دفعة واحدة أو على فترات , ويختارون الوضع الذي يناسبهم في المشاهدة سواء كان ذك قعودا أو قياما أو على ظهورهم أو جنوبهم , وتجد في نفس الوقت الى جانبهم المشروبات الحارة والباردة بدلا من وضعية الجلوس والانتباه المتواصل والمتحفظ . الأندية الأدبية بحاجة الى تصحيح مسارها سواء في طريقة تعاطيها مع الجمهور , أو في الخدمات التي تقدمها حتى لا تتحول الى مجرد ديكورات حضارية وقبل أن تلفظها الجماهير . ايضا الأهم من ذلك كله ان ينصب فيها الاهتمام على المجتمع بدلا من الفرد , والى اغراض أخرى بعيدا عن المديح والغزل والذي عافته الجماهير ! ايضا يجب ان يكون على رأس الأندية (ادارتها) ممن ليس لهم ارتباط (بالوظيفة) حتى تتفرغ الاندية في التطوير والابداع . مع التركيز على القضايا التي تمس المواطن .
- 18/10/2022 ملك ماليزيا يقلّد رئيس هيئة الأركان العامة وسام “القائد الشجاع”
- 18/10/2022 تطبيق الدوام الشتوي في مدارس الحدود الشمالية الأحد القادم
- 18/10/2022 “إحكام” توضح أنواع الوثائق والمستندات في طلبات تملك العقارات
- 18/10/2022 تفاصيل عدد الإصابات الجديدة بكورونا وحالات التعافي والوفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية
- 18/10/2022 “التعليم” تعلن جدول دروس الحصص اليومية لكافة المراحل الدراسية
- 18/10/2022 الأرصاد: طقس مستقر على معظم مناطق المملكة
- 17/10/2022 أمير منطقة الجوف يتفقد مركزي ميقوع والنبك أبو قصر التابعة لمحافظة طبرجل ويلتقي الأهالي
- 17/10/2022 أميرِ الجوف: الخطاب الملكي أمام مجلس الشورى مصدر عز وفخر واعتزاز
- 17/10/2022 تفاصيل عدد الإصابات الجديدة بكورونا وحالات التعافي والوفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية
- 16/10/2022 أمير الجوف يلتقي مديري القطاعات الخدمية والأمنية بمحافظة طبرجل
المقالات > الأندية الأدبية والواقع المرير ؟!
محمد جلباخ

إقرأ المزيد
الأندية الأدبية والواقع المرير ؟!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.al-alya.org/articles/10163.html
التعليقات 1
1 ping
我的名字是贝尔萨
11/11/2019 في 12:26 ص[3] رابط التعليق
في شتاء ماض ٍ كنا معاً، قبل أن يبتلعنا الزحام، انهمرت قطرات المطر على الطريق الرمادي، كأنّ تلك القطرات دموعي، وذاك الطريق وجهي، شعرت ببرد قارص في تلك الأمسية الشتائية التي ابتلعت ريحها صوتي، لكن ثمّة صوتاً بعث الدفء إلى قلبي إذ احتوى غربتي وضياع خطواتنا بين آلاف الخطوات، كان ذاك صوت فيروز. أجمل شعور في الشتاء هو أن تسمع صوت حبات المطر وهي تتساقط على الألواح، برد، رياح، وشتاء